الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّـٰكِعِينَ} (43)

{ وَأَقِيمُواْ الصلاة }[ البقرة :43 ] معناه : أظهروا هيئَتَها ، وأديموها بشروطها . و{ الزكاة } في هذه الآية هي المفروضة ، وهي مأخوذة من النماء ، وقيل : من التطهير .

وقوله تعالى : { واركعوا مَعَ الراكعين }[ البقرة :43 ]

قيل : إنما خص الركوع بالذِّكْر ، لأن بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوعٌ .

( ت ) وفي هذا القول نظرٌ ، وقد قال تعالى في مَرْيم : { اسجدي واركعي } [ آل عمران : 43 ] ، وقالت فرقة : إنما قال { مَعَ } ، لأن الأمر بالصلاة أولاً لم يقتضِ شهود الجماعة ، فأمرهم بقوله : { مَعَ } شهود الجماعة .

( ت ) وهذا القول هو الذي عوَّل عليه ( ع ) في قصَّة مرْيَمَ عليها السلام ، والركوع الانحناء بالشخْصِ .