إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{لَوۡ أَرَدۡنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوٗا لَّٱتَّخَذۡنَٰهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَٰعِلِينَ} (17)

وقوله تعالى : { لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } استئنافٌ مقرّر لما قبله من انتفاء اللعبِ واللهو ، أي لو أردنا أن نتخذ ما يُتَلهّى به ويُلعب { لاتخذناه مِن لَّدُنَّا } أي من جهة قدرتِنا أو من عندنا مما يليق بشأننا من المجردات لا من الأجسام المرفوعةِ والأجرامِ الموضوعة كدَيدن الجبابرةِ في رفع العروش وتحسينها وتسويةِ الفروش وتزيينها ، لكن يستحيل إرادتُنا له لمنافاته الحِكمةَ فيستحيل اتخاذُنا له قطعاً وقوله تعالى : { إِن كُنَّا فاعلين } جوابُه محذوفٌ ثقةً بدِلالة ما قبله عليه ، أي إن كنا فاعلين لاتخذناه ، وقيل : إن نافية أي ما كنا فاعلين أي لاتخاذ اللهو لعدم إرادتِنا إياه فيكون بياناً لانتفاء التالي لانتفاء المقدّم أو لإرادة اتخاذِه فيكون بياناً لانتفاء المقدّمِ المستلزِمِ لانتفاء التالي ، وقيل : اللهوُ الولدُ بلغة اليمن ، وقيل : الزوجةُ والمرادُ الردُّ على النصارى ولا يخفى بُعدُه .