إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (33)

{ قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبّيَ الفواحش } أي ما تفاحش قبحُه من الذنوب ، وقيل : ما يتعلق منها بالفروج { مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ } بدلٌ من الفواحش أي جهرَها وسرَّها { والإثم } أي ما يوجب الإثمَ وهو تعميمٌ بعد تخصيص ، وقيل : هو شربُ الخمر { والبغي } أي الظلم أو الكِبْر أُفرد بالذكر للمبالغة في الزجر عنه { بِغَيْرِ الحق } متعلق بالبغي مؤكدٌ له معنى { وَأَن تُشْرِكُوا بالله مَا لَمْ يُنَزّل بِهِ سلطانا } تهكّمٌ بالمشركين وتنبيهٌ على تحريم اتباعِ ما لا يدل عليه برهان { وَأَن تَقُولُوا عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ } بالإلحاد في صفاته والافتراء عليه كقولهم : { والله أَمَرَنَا بِهَا } [ الأعراف ، الآية 28 ] وتوجيهُ التحريم إلى قولهم عليه تعالى ما لا يعلمون وقوعَه لا ما يعلمون عدمَ وقوعِه قد مر سرُّه .