الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا} (14)

{ وَرَبَطْنَا } : وشددنا { عَلَى قُلُوبِهِمْ } بالصبر ، وألهمناهم ذلك ، وقوّيناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش ، وفرّوا بدينهم إلى الكهف ، { إِذْ قَامُواْ } بين يدي دقيانوس { فَقَالُواْ } حين عاتبهم على تركهم عبادة الصنم : { رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَن نَّدْعُوَاْ } : لن نعبد { مِن دُونِهِ إِلهاً لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً } ، يعني إن دعونا غير الله ، لقد قلنا إذن شططاً .

قال ابن عباس ومقاتل : جوراً . قال قتادة : كذباً . وأصل الشطط والإشطاط : مجاوزة القدر ، والإفراط .