الآية14 : وقوله تعالى : { إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى } { وربطنا هدى } { وربطنا على قلوبهم } هذان الحرفان ، معناهما واحد : الزيادة والربط ، كل واحد منهما يؤدي معنا صاحبه : زيادة الهدى ( وتثبيتهم ){[11424]} على الهدى .
ويجوز أن يقال : هو التثبيت والربط كذلك ، ويجوز أن يقال على التجديد والابتداء لأن{[11425]} للإيمان حكم التجديد في كل وقت ؛ إذ هو يكون منكرا جاحدا ، للكفر في كل وقت ، فهو مجدد للإيمان كذلك في كل وقت . فإن شئت حملته على الثبات والزيادة على ما كان ، وإن شئت على الابتداء والتجدد . وكذلك قوله : { زادتهم إيمانا } ( الأنفال : 2 والتوبة : 125 ) .
وقال الحسن في قوله : { وزدناهم هدى } ( إن من حكم الله أن من اهتدى زاده الله هدى ){[11426]} كقوله { والذين اهتدوا زادهم هدى }( محمد : َ17 ) .
لكن هذا لو كان على ما ذكر لكان لا يجوز أن يكفر إذا اهتدى مرة ( لأنه ){[11427]} لا يزال يزيد له هدى . فإذا لم يكن دل أنه لا يصح ذلك ، والوجه فيه ما ذكرنا .
وقوله تعالى : { إذ قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والأرض } يحتمل قوله : { إذ قاموا } بالحجج والبراهين . ويحتمل { إذ قاموا } بالنهوض إلى الكهف حين انضموا إليه ، أو قاموا لله ولدينه ، أو قاموا من عند أولئك الكفرة { فقالوا } ما ذكر{ ربنا رب السماوات والأرض } أي قالوا : { ربنا رب السماوات والأرض }ورب ما فيهن .
وقوله تعالى : { لن ندعوا من دونه إلها } يحتمل قوله : { لن ندعوا من دونه إلها }أي لن نسميهم آلهة على ما سمى قومهم الأصنام التي عبدوها آلهة .
وقوله تعالى : { لقد قلنا إذا شططا } تسميتهم{[11428]} آلهة على زعمهم وعلى ما عندهم كقوله : { فراغ إلى آلهتهم }( الصافات : 91 )
وقوله : { وانظر إلى آلهتك التي ظلت عليه عاكفا } ( طه : 97 ) لا يجوز أن يسمي الأنبياء الأصنام التي كانوا يعبدونها آلهة ، وهي ليست بآلهة . ولكن قالوا ذلك على زعمهم وعلى ما عندهم .
فعلى ذلك قوله : { لن ندعوا من دونه إلها } أي لن نعبد . فإن كان على العبادة ففيه إضمار ؛ أي لن نعبد من دونه إلها غير الله كفعل قومنا . ولو فعلنا { لقد قلنا إذا شططا } أي جورا وظلما .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.