جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا} (14)

{ وربطنا عَلَى قُلُوبِهِمْ } : قويناهم بالصبر والثبات { إِذْ قَامُوا } : بين يدي دقيانوس ملكهم حين دعاهم إلى الكفر ، وأوعد بأنواع العذاب ، ثم القتل إن خالفوا { فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا } فإنه يأمرهم بعبادة الأصنام { لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا{[2931]} } أي : إن دعونا غير الله ، والله لقد قلنا قولا ذا بعد الحق .


[2931]:قوله: "لقد قلنا إذا شططا" إلى قوله: "فمن أظلم ممن افترى الله كذبا" استدل تعالى على عدم الشركاء بعدم الدليل عليها، فثبت أن الاستدلال بعدم الدليل على عدم المدلول طريقة قوية، ثم قال: "فمن أظلم ممن افترى الله كذبا" يعني أن الحكم بثبوت الشيء مع عدم الدليل عليه ظلم وافتراء على الله وكذب، و هذا من أعظم الدلائل على فساد القول بالتقليد /12 مفاتيح الغيب المعروف بالكبير.