الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ثُمَّ بَعَثۡنَٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَيُّ ٱلۡحِزۡبَيۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوٓاْ أَمَدٗا} (12)

{ ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ } ، يعني من نومهم ؛ { لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُواْ أَمَداً } ، وذلك حين تنازع المسلمون الأوّلون أصحاب الملك ، والمسلمون الآخرون الذين أسلموا حين أوى أصحاب الكهف في قدر مدّة لبثهم في الكهف ، فقال المسلمون الأولون : مكثوا في كهفهم ثلاثمئة سنة وتسع سنين ، وقال المسلمون الآخرون : بل مكثوا كذا وكذا . فقال الأوّلون : الله أعلم بما لبثوا ، فذلك قوله : { ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ } ، لتعلموا { أَيُّ الحِزْبَيْنِ } : الفريقين { أَحْصَى } : أصوب وأحفظ { لِمَا لَبِثُواْ } في كهفهم نياماً ، { أَمَداً } : غاية .

وقال مجاهد : عدداً . وفي نصبه وجهان : أحدهما على التفسير والثاني لوقوع { لِمَا لَبِثُواْ } عليه .