الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِن تَجۡهَرۡ بِٱلۡقَوۡلِ فَإِنَّهُۥ يَعۡلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخۡفَى} (7)

{ وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ } تُعلن { فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } .

أخبرنا عبد الله بن حامد ، أخبرنا حامد أخبرنا بشر بن موسى عن عبد الله بن صالح العجلي ، حدَّثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس في قوله { يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } قال : وأخفى حديث نفسك نفسك .

وأخبرني عبد الله بن حامد عن أبي الطاهر محمد بن الحسن ، حدَّثنا إبراهيم بن أبي طالب عن محمد بن النعمان بن مسيل ، حدَّثنا يحيى بن أبي روق عن أبيه عن الضحاك عن ابن عباس قال : السرّ ما أسررت في نفسك ، وأخفى أخفى من السّر ، ما ستحدّث به نفسك ، ما لا تعلم أنّك تحدّث به نفسك .

وروى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير قال : السر ما تُسرّ في نفسك ، وأخفى من السرّ ما لم يكن وهو كائن ، قال : وأنت تعلم ما تسرّ اليوم ولا تعلم ما تسرّ غداً ، والله عزّ وجلّ يعلم ما أسررت اليوم وما تسرّ غداً .

وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : السرّ ما أسرّ ابن آدم في نفسه ، وأخفى ما خفي على ابن آدم مّما هو فاعله قبل أن يعلمه ، فالله يعلم ذلك كله ، فعلمه فيما مضى من ذلك وما بقي علم واحد ، وجميع الخلائق عنده في ذلك كنفس واحدة .

وقال مجاهد : السرّ العمل الذي يسرّون من الناس ، وأخفى الوسوسة ، وقال زيد بن أسلم : معناه يعلم أسرار العباد ، وأخفى سرّه فلا يعلم .

وقال الحسن : السرّ ما أسرّ الرجل إلى غيره ، وأخفى من ذلك ما أسرّه في نفسهِ .