{ إِنِّي أَنَاْ رَبُّكَ } وإنّما كرّر الكناية لتوكيد الدلالة وإزالة الشبهة وتحقيق المعرفة ، ونظيره قوله للرسول عليه السلام
{ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ } [ الحجر : 89 ] .
{ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } وكان السبب في أمره بخلع نعليه ما أخبرنا عبد الله بن حامد ، قال : أخبرنا أحمد بن يحيى العبيدي قال : حدَّثنا أحمد بن نجدة قال : حدَّثنا الحمّاني قال : حدَّثنا عيسى بن يونس عن حميد بن عبد الله عن عبد الله بن الحرث العنبسي عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ } قال : كانتا من جلد حمار ميّت ، وفي بعض الأخبار : غير مدبوغ ، وقال الحسن : ما بال خلع النعلين في الصلاة وصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في نعليه ؟ وإنّما أُمر موسى عليه السلام أن يخلع نعليه أنّهما كانتا من جلد حمار ، وقال أبو الأحوص : أتى عبد الله أبا موسى في داره فأُقيمت الصلاة فقال لعبد الله تقدّم ، فقال له عبد الله : تقدّم أنت في دارك فتقدّم فنزع نعليه ، فقال له عبد الله : أبالواد المقدّس أنت ؟ .
وقال عكرمة ومجاهد : إنّما قال له : اخلع نعليك كي تمسّ راحة قدميك الأرض الطيّبة وينالك بركتها لأنّها قدّست مرّتين .
وقال بعضهم : أُمر بذلك لأنّ الحفوة من أمارات التواضع ، وكذلك فعل السّلف حين طافوا بالبيت .
قال سعيد بن جبير : قيل له : طأ الأرض حافياً ، كيما يدخل كعبه من بركة الوادي .
وقال أهل الإشارة : معناه : فرِّغ قلبك من شغل الأهل والولد .
قالوا : وكذلك هو في التعبير من رأى عليه نعلين تزوّج .
فخلعهما موسى وألقاهما من وراء الوادي { إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ } المطهّر { طُوًى } اسم الوادي ، وقال الضحاك : مستدير عميق مثل الطوى في استدارته ، وقيل : أراد به إنك تطوي الوادي ، وقيل : هو الليل ، يقال : أتيتك طوى من الليل ، وقيل : طُويَت عليه البركة طيّاً ، وقرأ عكرمة : طوى بكسر الطاء وهما لغتان ، وقرأ أهل الكوفة والشام : طِوَىً بالتنوين وإلاّ جرّاً لتذكيره وتحقيقه ، الباقون من غير تنوين ، قال : لأنّه معدول عن طاو أو مطوىّ ، فلّما كان معدولاً عن وجهه كان مصروفاً عن إعرابه مثل عمر وزفر وقثم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.