الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ} (155)

{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ } ولنختبرنّكم يا أمّة محمّد . { بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ } الآية ، قال ابن عبّاس : الخوف يعني خوف العدو ، والجوع يعني المجاعة والقحط . { وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ } يعني الخسران والنّقصان في المال ، وهلاك المواشي { وَالأَنفُسِ } يعني الموت والقتل ، وقيل : المرض وقيل : الشيب . { وَالثَّمَرَاتِ } يعني [ الحوائج ] ، وأن لا تخرج الثمرة كما كانت تخرج ، وقال الشافعي : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ } يعني خوف الله عزّ وجلّ { وَالْجُوعِ } صيام شهر رمضان ، { وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ } أداء الزّكاة والصدّقات ، { وَالأَنفُسِ } الأمراض ، { وَالثَّمَرَاتِ } موت الأولاد ؛ لأن ولد الرجل ثمرة قلبه يدلّ عليه ما روى عبد الله بن المبارك عن حماد بن سلمه عن أبي سنان قال : دفنت إبني سناناً ، وأبو طلحه الخولاني على شفير القبر جالس ، فلمّا أردت الخروج أخذ بيدي فانشطني وقال : ألا أُبشّرك يا أبا سنان ؟

قلت : بلى .

قال : حدّثنا الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري : إنّ رسول صلى الله عليه وسلم قال : " إذا مات ولد العبد قال الله عزّ وجلّ للملائكة أقبضتم ولد عبدي ؟ فيقولون : نعم فيقول : أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون : نعم ، فيقول : ماذا قال عبدي ؟ فيقولون : حمدك واسترجع ، فيقول الله عزّ وجلّ : إبنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمّوه بيت الحمد " . { وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } على البلايا والرّزايا ثمّ نعتهم فقال : { الَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ }