الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلۡخَبِيثَٰتُ لِلۡخَبِيثِينَ وَٱلۡخَبِيثُونَ لِلۡخَبِيثَٰتِۖ وَٱلطَّيِّبَٰتُ لِلطَّيِّبِينَ وَٱلطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَٰتِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَۖ لَهُم مَّغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ} (26)

{ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ } الآية . قال أكثر المفسّرين : الخبيثات من القول للخبيثين من الناس { وَالْخَبِيثُونَ } من الناس { لِلْخَبِيثَاتِ } من القول { وَالطَّيِّبَاتُ } من القول { لِلطَّيِّبِينَ } من الناس { وَالطَّيِّبُونَ } من الناس { لِلْطَّيِّبَاتِ } من القول .

وقال ابن زيد : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء ، والطيّبات من النساء للطيّبين من الرجال ، والطيّبون من الرجال للطيّبات من النساء .

{ أُوْلَئِكَ } يعني عائشة وصفوان فذكرهما بلفظ الجمع كقوله { فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ } والمراد أخَوَان .

{ مُبَرَّءُونَ } منزّهون { مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } .

أخبرنا أبو نصر النعمان بن محمد بن النعمان الجرجاني بها قال : أخبرنا محمد بن عبد الكريم الباهلي قال : حدّثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن سفيان الترمذي قال : حدّثنا بشر بن الوليد الكندي قال : حدّثنا أبو حفص عن سليمان الشيباني عن علي بن زيد بن جدعان عن جدّته عن عائشة أنها قالت : لقد أُعطيت تسعاً ما أُعطيت امرأة ، لقد نزل جبرئيل ( عليه السلام ) بصورتي في راحته حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتزوَّجني ، ولقد تزوّجني بكراً وما تزوّج بكراً غيري ، ولقد توفّي وإنّ رأسه لفي حجري ، ولقد قبر في بيتي ، ولقد حفّت الملائكة في بيتي ، وإنْ كان الوحي لينزل عليه في أهله فيتفرقون عنه ، وإنْ كان لينزل عليه وأنا معه في لحافه ، وإنّي لابنة خليفته وصدّيقه ، ولقد نزل عذري من السماء ، ولقد خلقت طيّبة وعند طيّب ، ولقد وعدت مغفرة ورزقاً كريماً .