ثم ختم سبحانه الآيات الواردة في أهل الإفك بكلمة جامعة فقال { الخبيثات لِلْخَبِيثِينَ } أي : الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال أي : مختصة بهم لا تتجاوزهم ، وكذا الخبيثون مختصون بالخبيثات لا يتجاوزونهن ، وهكذا قوله : { والطيبات لِلطَّيّبِينَ والطيبون لِلْطَّيِّبَاتِ } قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، وأكثر المفسرين : المعنى الكلمات الخبيثات من القول للخبيثين من الرجال ، والخبيثون من الرجال للخبيثات من الكلمات ، والكلمات الطيبات من القول للطيبين من الناس ، والطيبون من الناس للطيبات من الكلمات . قال النحاس : وهذا أحسن ما قيل . قال الزجاج : ومعناه لا يتكلم بالخبيثات إلاّ الخبيث من الرجال والنساء ، ولا يتكلم بالطيبات إلاّ الطيب من الرجال والنساء ، وهذا ذمّ للذين قذفوا عائشة بالخبث ، ومدح للذين برّءُوها . وقيل : إن هذه الآية مبنية على قوله : { الزاني لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً } [ النور : 3 ] فالخبيثات الزواني ، والطيبات العفائف ، وكذا الخبيثون ، والطيبون ، والإشارة بقوله : { أولئك مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ } إلى الطيبين والطيبات أي : هم مبرّءون مما يقوله الخبيثون ، والخبيثات ، وقيل : الإشارة إلى أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم ، وقيل : إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعائشة ، وصفوان بن المعطل ، وقيل : عائشة ، وصفوان فقط . قال الفراء : وجمع كما قال : { فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ } [ النساء : 11 ] ، والمراد أخوان { لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي : هؤلاء المبرّءون لهم مغفرة عظيمة لما لا يخلوا عنه البشر من الذنوب { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، وهو رزق الجنة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.