الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَا يَأۡتَلِ أُوْلُواْ ٱلۡفَضۡلِ مِنكُمۡ وَٱلسَّعَةِ أَن يُؤۡتُوٓاْ أُوْلِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۖ وَلۡيَعۡفُواْ وَلۡيَصۡفَحُوٓاْۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٌ} (22)

{ وَلاَ يَأْتَلِ } ولا يحلف ، هذه قراءة العامة وهو يفتعل من الأليّة وهي القَسَم ، وقال الأخفش : وإن شئت جعلته من قول العرب : ما ألوت جهدي في شأن فلان أي ما تركته ، وقرأ أبو رجاء العطاردي وأبو مخلد السدوسي وأبو جعفر وزيد بن أسلم ( ولا يُتأل ) بتقديم التاء وتأخير الهمزة وهو يفتعل من الألية والالو .

{ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ } يعني أبا بكر الصدّيق { أَن يُؤْتُواْ أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } يعني مسطحاً ، وكان مسكيناً مهاجراً بدرياً ، وكان ابن خالة أبي بكر رضي الله عنه .

{ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ } عنهم خوضهم في أمر عائشة .

وروت أسماء بنت يزيد أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { ولتعفوا ولتصفحوا } بالتاء .

{ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . فلمّا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر قال : بلى أنا أُحب أن يغفر الله لي ، ورجع إلى مسطح نفقته التي كان ينفق عليه وقال : والله لا أنزعها منه أبداً .

وقال ابن عباس والضحّاك : أقسم ناس من الصحابة فيهم أبو بكر أَلاّ يتصدقوا على رجل تكلّم بشيء من الإفك ولا ينفعونهم فأنزل الله سبحانه هذه الآية .