الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ ٱلرَّحۡمَٰنُ فَسۡـَٔلۡ بِهِۦ خَبِيرٗا} (59)

{ الَّذِي } في محل الخفض على نعت الحي { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ } فقال بينهما وقد جمع السموات لأنه أراد الصنفين والشيئين كقول القطامي :

ألم يحزنك أن حبال قيس *** وتغلب قد تباينتا انقطاعا

أراد وحبال تغلب فثنّى والحبال جمع لأنّه أراد الشيئين والنوعين ، وقال آخر :

إنَّ المنيّة والحتوف كلاهما *** توفي المخارم يرقبان سوادي

{ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً } أي فسل خبيراً بالرحمن ، وقيل : فسل عنه خبيراً وهو الله عز وجل ، وقيل : جبرئيل ( عليه السلام ) ، الباء بمعنى عن لقول الشاعر :

فإن تسألوني بالنساء فإنني *** بصير بأدواء النساء طبيب

أي عن النساء .