الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

{ قَالُواْ تَقَاسَمُواْ } تحالفوا { بِاللَّهِ } أيّها القوم وموضع تقاسموا جزم على الأمر كقوله

{ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ } [ الإسراء : 88 ، الزخرف : 67 ] وقال قوم من أهل المعاني : محله نصب على الفعل الماضي يعني انهم تحالفوا وتواثقوا ، تقديره : قالوا متقاسمين بالله ، ودليل هذا التأويل أنّها في قراءة عبد الله : ولا يصلحون تقاسموا بالله ، وليس فيها قالوا .

{ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } من البيات فلنقتله ، هذه قراءة العامة بالنون فيهما واختيار أبي حاتم ، وقرأ يحيى والأعمش وحمزة والكسائي : لتبيّتنّه ولتقولنّ بالتاء فيهما وضم التاء واللام على الخطاب واختاره أبو عبيد ، وقرأ مجاهد وحميد بالتاء فيهما وضم التاء واللام على الخبر عنهم .

ثم { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا } ما حضرنا { مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي إهلاكهم ، وقرأ عاصم برواية أبي بكر مهلك بفتح الميم واللام ، وروى حفص عنه بفتح الميم وكسر اللام ، وهما جميعاً بمعنى الهلاك { وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } في قولنا : إنّا ما شهدنا ذلك .