بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

{ قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بالله } ، يعني : تحالفوا بالله { لَنُبَيّتَنَّهُ } ، قرأ حمزة والكسائي بالتاء وضم التاء الثاني { وَأَهْلَهُ ثُمَّ } ، بالتاء وضم اللام والباقون بالنون ، ونصب التاء ، { وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ } بالنون ونصب اللام ، فمن قرأ : بالنون جعل تقاسموا خبراً ، فكأنهم قالوا : متقاسمين فيما بينهم ، { لَنُبَيّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } أي : لنقتلنه وعياله . ويقال : { وَأَهْلَهُ } يعني : ومن آمن معه ، ومن قرأ بالتاء ، فمعناه : جعل تقاسموا أمراً فكان أمر بعضهم بعضاً وقال بعضهم لبعض : تحالفوا { لَنُبَيّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ } { لِوَلِيّهِ } ، يعني : لولي صالح إن سألونا فنقول { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } يعني : إهلاك أهله وقومه . ويقال : ما حضرنا عند إهلاك أهله ، { وِإِنَّا لصادقون } ، يعني : إنا لصادقون بما نقول لهم . ويقال : معناه إنا لصادقون عندهم ، فيصدقونا إذا أخرجنا من بيوتنا .