فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُۥ وَأَهۡلَهُۥ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِۦ مَا شَهِدۡنَا مَهۡلِكَ أَهۡلِهِۦ وَإِنَّا لَصَٰدِقُونَ} (49)

{ قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون49 ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون50 }

قال بعضهم لبعض : أعطوا العهد والميثاق واحلفوا بالله لنهاجمن صالحا وأتباعه- خفية- نقتلهم تحت جنح الظلام ، فإذا أصبحوا مقتولين قلنا لرهط صالح وعصبته- الذين لهم ولاية دمه ، والذين قد يأخذوننا بالثأر- ما حضرنا ولا ندري من قتله وقتل أصحابه .

والأهلية : أهلية الدين ، والبيات : مباغتة العدو ليلا ، والمهلك : الهلاك ، كقوله تعالى : ) إليه مرجعكم( {[2867]} أي رجوعكم .

ودبروا أمرهم ، وأحكموا وأبرموا كيدهم واحتيالهم في خفاء ، ولكن كادهم الله وخيب ظنهم فما نالوا من صالح نبيهم- عليه السلام- والذين معه منالا ، بل نجى الله برحمته صالحا والذين آمنوا معه ، وحاق المكر السيء بأهل الكيد .


[2867]:سورة الأنعام. من الآية 20.