الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالُواْ ٱطَّيَّرۡنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَۚ قَالَ طَـٰٓئِرُكُمۡ عِندَ ٱللَّهِۖ بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ تُفۡتَنُونَ} (47)

{ قَالُواْ اطَّيَّرْنَا } تشاءمنا ، وأصله تطيّرنا { بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } وذلك أنّ المطر أمسك عنهم في ذلك الوقت وقحطوا فقالوا : أصابنا هذا الضرّ والشرّ من شؤمك وشؤم أصحابك ، وإنّما ذكر التطيّر بلفظ الشأم على عادة العرب ونسبتهم الشؤم إلى البارح ، وهو الطائر الذي يأتي من جانب اليد الشومى وهي اليسرى .

{ قَالَ طَائِرُكُمْ } من الخير والشر وما يصيبكم من الخصب والجدب { عِندَ اللَّهِ } بأمره وهو مكتوب على رؤوسكم ، لازم أعناقكم ، وليس ذلك إليَّ ولا علمه عندي .

{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } قال ابن عباس : تُختبرون بالخير والشر ، نظيره

{ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [ الأنبياء : 35 ] .

الكلبي : تُفتنون حتى تجهلوا أنّه من عند الله سبحانه وتعالى .

محمد بن كعب : تُعذّبون بذنوبكم وقيل : تمتحنون بإرسالي إليكم لتثابوا على طاعتكم ومتابعتي ، وتعاقبوا على معصيتي ومخالفتي .