الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَحَرَّمۡنَا عَلَيۡهِ ٱلۡمَرَاضِعَ مِن قَبۡلُ فَقَالَتۡ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰٓ أَهۡلِ بَيۡتٖ يَكۡفُلُونَهُۥ لَكُمۡ وَهُمۡ لَهُۥ نَٰصِحُونَ} (12)

{ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ } وهي جمع المرضع ، { مِن قَبْلُ } أي من قبل مجيء أم موسى ، وذلك أنّه كان يؤتى بمرضع بعد مرضع فلا يقبل ثدي امرأة ، فهمَّهم ذلك ، فلمّا رأت أُخت موسى التي أرسلتها أُمّه في طلبه ذلك ، وما يصنع به ، فقالت لهم : { هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } أي يضمنونه ويرضعونه ويضمّونه إليهم ، وهي امرأة قد قتل ولدها ، فأحبّ شيء إليها أن تجد صبياً صغيراً فترضعه ، { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } والنصح : إخلاص العمل من شائب الفساد ، وهو نقيض الغش ، قالوا : نعم ، فأتينا بها فانطلقت إلى أُمّها فأخبرتها ( بحال ابنها ) وجاءت بها إليهم ، فلمّا وجد الصبي ريح أمه قبل ثديها فذلك قوله : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }