الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَٱلۡتَقَطَهُۥٓ ءَالُ فِرۡعَوۡنَ لِيَكُونَ لَهُمۡ عَدُوّٗا وَحَزَنًاۗ إِنَّ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَٰطِـِٔينَ} (8)

{ فَالْتَقَطَهُ } أي فأخذه ، والعرب تقول لما وردت عليه فجأة من غير طلب له ولا إرادة : أصبته التقاطاً ، ولقيت فلاناً التقاطاً ، ومنه قول الراجز :

ومنهل وردته التقاطاً *** لم ألق إذ وردته فراطاً

ومنه اللقطة وهو ما وجد ضالاًّ فأخذ ، { آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ } هذه اللام تسمى لام العاقبة ، ولام الصيرورة ، لأنّهم إنما أخذوه ليكون لهم قرّة عين ، فكان عاقبة ذلك أنّه كان لهم ، { عَدُوّاً وَحَزَناً } ، قال الشاعر :

فللموت تغذو الوالدات سخالها *** كما لخراب الدور تُبنى المساكن

{ عَدُوّاً وَحَزَناً } قرأ أهل الكوفة بضم الحاء وجزم الزاي ، وقرأ الآخرون بفتح الحاء والزاي ، واختاره أبو عبيد ، قال : للتفخيم ، واختلف فيه غير عاصم ، وهما لغتان مثل العدْم والعَدَم ، والسُقْم والسَقَم { إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } عاصين آثمين .