{ الصَّابِرِينَ } : في أداء الأمر ، وعن ارتكاب الزنى وعلى البأساء والضرَّاء وحين البأس . وإن شئت نصبتها وأخواتها على المدح ، وإن شئت خفضتها على النعت .
{ وَالصَّادِقِينَ } : في إيمانهم ، قال قتادة : هم قوم صدقت نياتهم واستقامت قلوبهم وألسنتهم فصدقوا في السر والعلانية { وَالْقَانِتِينَ } : المطيعين المصلين .
{ وَالْمُنْفِقِينَ } : أموالهم في طاعة الله .
وعن أبي حازم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنَّ للهِ ملكاً ينادي : اللهم اعط مُنفقاً خلفاً ، واعطِ ممسكاً تلفاً " .
{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ } : قال مجاهد ، والضحاك ، وقتادة ، والكلبي ، والواقدي : يعني المصلين بالأسحار . نظير قوله :
{ وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [ الذاريات : 18 ] أي يصلَّون .
وقال يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي الزهري قال : قلت لزيد بن أسلم : من المستغفرين بالأسحار ؟ قال : هم الذين يشهدون الصبح .
وكذلك قال ابن كيسان : يعني صلاة الصَّبح في المسجد .
وقال الحسن : صلَّوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا .
قال نافع : كان ابن عمي يُحيي الليل ، ثم يقول : يا نافع أسحرنا ؟ فأقول : لا ، فيعاود الصلاة ، وإذا قلت : نعم ، فيستغفر الله ويدعو حتى الصبح .
وروى إبراهيم بن حاطب عن أبيه قال : سمعتُ رجلاً في السحر يتهجّد في المسجد وهو يقول : ربَّ أمرتني فأطعتك ، وهذا سَحَر فاغفر لي . فنظرتُ فإذا هو ابن مسعود ( رضي الله عنه ) .
وروى صالح وحماد بن سلمة عن ثابت وأبان وجعفر بن زيد عن أنس بن مالك قال :
" سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنَّ الله عزَّ وجل يقول : " إني لأهمُّ بأهل الأرض عذاباً ؛ فإذا نظرتُ إلى عمَّار بيوتي وإلى المتهجدين وإلى المتحابين فيَّ ، وإلى المستغفرين بالأسحار صرفت عنهم " .
محمد بن راذان عن أم سعد قالت : " سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنَّ ثلاثة أصوات يحبهم الله عزَّ وجلَّ ؛ صوت الديك ، وصوت الذي يقرأ القرآن ، وصوت المستغفرين بالأسحار " .
حمّاد بن سلمة عن سعيد الجريري قال : بلغنا أنَّ داود نبي الله سأل جبرائيل ( عليه السلام ) : أي الليل أفضل ؟ فقال : ما أدري إلا أنَّ العرش يهتز من السَحَر .
وقال سفيان الثوري : إنَّ لله ريحاً يقال لها : الصبَّحية تهب وقت الأسحار تحمل الأذكار والاستغفار إلى الملك الجبّار .
قال سفيان أنَّهُ إذا كان من أوّل الليل ، نادى مناد : ألا ليقم العابدون ، فيقومون فيصلّون ما شاء الله ، ثم ينادي مناد في شطر الليل : ليقم القانتون ، فيقومون كذلك يصلَّون إلى السَحَر .
فإذا كان نادى مناد : ألا ليقم المستغفرون ، فيقومون فيستغفرون ، ويقوم آخرون يصلَّون فيلحقون بهم . فإذا طلع الفجر نادى مناد : اللهم ليقم الغافلون فيقومون ، من فراشهم كأنهم نشروا من قبورهم .
وقال لقمان لابنهِ : " يا بُني لا يكون الديك أكيس منك ، ينادي بالأسحار وأنت نائم " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.