{ فَإنْ حَآجُّوكَ } : خاصموك يا محمد في الدين ، { فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ } : أي انقدت ( لأمر الله ) { للَّهِ } : وحده بقلبي ولساني وجميع جوارحي ، إنَّما خص الوجه لإنَّهُ ؛ أكرم جوارح الإنسان ، وفيه بهاؤه وتعظيمه ، فإذا خضع وجهه لشيء فقد خضع له سائر جوارحه التي هي دون وجهه .
وقال الفرّاء : معناه أخلصت عملي للَّه .
يُقال : أسْلمت الشيء لفلان وسلمتهُ له ، أي دفعته إليه ( . . . . . . ) ومن هذا يُقال : أسلمتُ الغلام إلى ( . . . . ) وفي صناعة كذا . أي أخلصت لها .
والوجه : العمل كقوله : { يُرِيدُونَ وَجْهَهُ } : أي قصده وعمله . وقوله :
{ إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى } [ الليل : 20 ] .
{ وَمَنِ اتَّبَعَنِ } : " من " في محل الرفع عطفاً على التاء في قوله : { أَسْلَمْتُ } أي : ومن اتبعني أسْلم كما أسلمت .
وأثبت بعضهم ياء قوله : { اتبعني } على الأصل ، وحذفهُ الآخرون على لفظ ينافي المصحف ( إذا وقعت فيه بغير ياء ) . وأنشد :
كفاك كفَّ ما تليق درهماً *** جوداً وأخرى تعط بالسيف دماً
ليس تخفى يسارتي قدر يوم *** ولقد يخفِ شيمتي إعساري
{ وَقُلْ لِّلَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ } : يعني العرب ( ءأسْلمتم ) : لفظ استفهام ومعناهُ أمر ، أي أسلموا كقوله :
{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 91 ] : أي نهوا ، { فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ } : فقرأ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هذه الآية ، فقال أهل الكتاب : أسلمنا . فقال للنصارى : أتشهدون أنَّ عيسى كلمة من اللَّه وعبدهُ ورسوله ، فقالوا : معاذ اللَّه .
وقال لليهود : إنّ عزير هو عبد الله ورسوله ، قالوا : معاذ الله فذلك قوله : { وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ } . بتبليغ الرسالة ، { وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } : عالم بمن يؤمن بالله ومن لا يؤمن باللهِ وبأهل الثواب وبأهل العقاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.