الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلصَّـٰبِرِينَ وَٱلصَّـٰدِقِينَ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡمُنفِقِينَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ} (17)

ثم وصفهم فقال : ( الصَّابِرِينَ وَالقَانِتِينَ ) . الآية [ 17 ] .

ومعنى ( الصَّابِرِينَ ) الذين صبروا في البأساء والضراء وحين البأس أي : في القتال .

وقال قتادة : صبروا عن محارم الله ، وصبروا على طاعة الله ( عز وجل )( {[9586]} )( {[9587]} ) .

وقيل : الصابرون( {[9588]} ) هم الصائمون ، يقال لشهر رمضان شهر الصبر( {[9589]} ) .

وقيل هم الذين يصبرون على طاعة الله عز وجل ويصبرون عن( {[9590]} ) المعاصي وهو قول قتادة( {[9591]} ) .

ومعنى ( الصَّادِقِينَ )( {[9592]} ) في قول قتادة : هم قوم صدقت نياتهم . وعنه ( هم )( {[9593]} ) قوم صدقت أفواههم واستقامت قلوبهم وألسنتهم( {[9594]} ) .

والقانتون : المطيعون ، وقيل : المصلون( {[9595]} ) .

والمنفقون : الذين يزكون كما أمر الله( {[9596]} ) .

ومعنى : ( وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالاَسْحَارِ ) [ 17 ] .

قال قتادة : هم الذين يصلون بالأسحار( {[9597]} ) .

وروي عن ابن مسعود أنه( {[9598]} ) الاستغفار بعينه .

( و )( {[9599]} ) عنه سمع رجلاً بالسحر( {[9600]} ) يقول : أمرتني فأطعتك وهذا سحرك ، فاغفر لي( {[9601]} ) .

قال أنس بن مالك : أمرنا أن نستغفر بالأسحار سبعين استغفارة( {[9602]} ) .

وقال زيد بن أسلم : " والمستغفرون بالأسحار " هم الذين يشهدون صلاة الصبح( {[9603]} ) .

وقيل : هو الاستغفار بعينه .

وروي عن النبي عليه السلام( {[9604]} ) أنه قال : " إن الله يتنزل( {[9605]} ) في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا يقول من يدعوني( {[9606]} ) أستجب له من يستغفرني أغفر له " .


[9586]:- ساقط من (ب) (ج) (د).
[9587]:- انظر: جامع البيان 3/208 والدر المنثور 2/264.
[9588]:- (ج): الصابرين.
[9589]:- عن تفسير الغريب 47.
[9590]:- (د) على.
[9591]:- انظر: جامع البيان 3/208 والدر المنثور 2/164.
[9592]:- (ج) و(د) الصدقين.
[9593]:- ساقط من (د).
[9594]:- انظر: المصدر السابق.
[9595]:- عن معاني الزجاج 1/198.
[9596]:- عن جامع البيان 3/208.
[9597]:- انظر: جامع البيان 3/208.
[9598]:- (ب) (د): بأنه.
[9599]:- ساقط من (ب) (د).
[9600]:- (أ) (ج): بالأسحار.
[9601]:- انظر: المصدر السابق.
[9602]:- انظر: جامع البيان 3/208 والدر المنثور 2/164.
[9603]:- انظر: جامع البيان 3/209 والدر المنثور 2/164.
[9604]:- (ج) صلى الله عليه وسلم.
[9605]:- (ب): ينزل، وباللفظتين انظر: ينزل ويتنزل ورد الحديث الذي خرجه مالك في الموطأ في كتاب القرآن: 176 والبخاري في كتاب الوضوء باب الدعاء في الصلاة 2/47 ومسلم في كتاب الصلاة باب الترغيب في الدعاء 2/175، وأبو داود في كتاب السنة باب الرد على الجهمية 4/234.
[9606]:- (ب): يردعني.