الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{أَنِ ٱعۡمَلۡ سَٰبِغَٰتٖ وَقَدِّرۡ فِي ٱلسَّرۡدِۖ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ} (11)

{ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ } دروعاً كوامل واسعات { وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ } ، أي لا تجعل المسامير دقاقاً فتغلق ولا غلاظاً فتكسر الحلق . فكان يفعل ذلك : وهو أول من اتخذ الدروع ، وكانت قبل ذلك صفائح ، والسرد : صنعة الدرع ، ومنه قيل لصانعها : السراد والزراد والدرع المسرودة ، قال أبو ذويب :

وعليهما مسرودتان قضاهما *** داوُد أو صنع السوابغ تُبّع

وأصله الوصل والنظم ، ومنه قيل للخرز : سرد وللأشفى مسرد وسراد . قال الشماخ :كما تابعت سرد العنان الخوارز

وسرد الكلام .

{ وَاعْمَلُواْ } يعني داوُد وآله { صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } .