وقوله : { أن اعمل سابغات } أي : دروعا كوامل توام .
قال قتادة : كان داود أول من صنع الدروع ، وكانت قبل ذلك صفائح{[55792]} .
ثم قال تعالى : { وقدر في السرد } .
قال قتادة : كان يجعلها بغير نار ولا حديد ، والسرد : الممسامير{[55793]} .
وقال ابن عباس : السرد حلق الحديد{[55794]} .
والسرد في اللغة كل ما عمل متسقا متتابعا يقرب بعضه من بعض ومنه سرد الكلام{[55795]} ومنه قيل للذي يعمل الدروع زراد وسراد{[55796]} .
قال وهب بن منبه : كان داود يخرج متنكرا يسأل عن سيرته في الناس فيسمع حسن الثناء عليه ، فيزداد تواضعا لله ، وعلى الخير حرصا ، قال : فخرج ذات يوم وبعث الله ملكا إليه في صورة آدمي ، فقال له داود : كيف ترى سيرة هذا العبد داود صلى الله عليه وسلم وهو يظن أنه آدمي فقال له الملك : نعم العبد داود ما أنصحه لربه وأقربه من المساكين لولا خصلة في داود ما كان لله عبد مثل داود ، قال له داود : وما تلك الخصلة ؟ قال : إنه يأكل من بيت المال وما من عبد أقرب إلى الله جل ذكره من عبد يأكل من كد يمينه فانصرف داود ودخل محرابه وابتهلل إلى ربه وسأله أن يرزقه عملا بيده يغنيه عن بيت المال ، فعلمه الله صنعة الدروع ، فكان أول من عمل الدروع وألان الله له الحديد فكان في يده بمنزلة العجين{[55797]} .
والمعنى على قول مجاهد : وقدر المسامير في حلق الدرع حتى تكون بمقدار لا يضيق المسمار وتضيق الحلقة فتقسم الحلقة ، ولا توسع الحلقة وتصغر المسمار وتدقه فتسلس الحلقة{[55798]} .
ثم قال : { واعملوا صالحا بما تعملون بصير } أي اعمل يا داود أنت وأهلك عملا صالحا إني بعملكم بصير .
والطير وقف{[55799]} ولا تقف على الحديد أن ما بعده متعلق به{[55800]} ولا تقف على " بصير " إلا على قراءة من رفع{[55801]} " الريح " {[55802]} فإن نصبته فهو معطوف عند الكسائي على " وألنا " {[55803]} .
والتقدير عند الزجاج : سخرنا له الريح{[55804]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.