الآية 11 وقوله تعالى : { أن اعمل سابغات } كأنه قال : { وألنّا له الحديد } وقلنا له : { أن اعمل سابغات } [ قال بعضهم : السابغات هي ]{[16925]} الدروع . وقال بعضهم : هي الواسعات ، وقيل : هي الطوال . فكأنه أمره{[16926]} أن يتخذ من الدروع ما يُؤخذ من الرأس إلى القدم ما يصلح لحرب العدوّ .
وقوله تعالى : { وقدّر في السّرد } قال بعضهم : كانت الدروع قبل ذلك صفائح مضروبة ، فسرد نبي الله حَلقها بعضها إلى بعض . والسّرد المسامير والحَلَق . يقول{[16927]} : قدِّر المسامير في الحَلَق : لا تُدقّ المسامير ، وتوسّع{[16928]} الحَلَق ، فتتسلسل ، ولا تضيّق الحَلق ، وتُعظّم المسامير ، فتُقصَم ، وتُكسر ، ولكن سوّها{[16929]} لتكون أحكم .
قال أبو عوسجة والقتبيّ : { وقدّر في السّرد } أي في النّسج{[16930]} ، أي لا تجعل المسامير دِقاقا ، فتُغلَق ، ولا غِلاظا ، فتُكسَر الحلَق . ومنه قيل لصانع الدروع : سرّاد وزرّاد كما يقال : عرّاط وسرّاد وزرّاط . والسّرد الخرز أيضا .
وقال غيرهما{[16931]} : السّرد ، الخرز{[16932]} في طبق الحلق ، وإدخال الحلق بعضها في بعض .
وقوله تعالى : { واعملوا صالحا } جائز أن يكون قوله : { واعملوا صالحا } في ما ذكر من عمل الدروع . ويحتمل في غيره من الأعمال { إني بما تعملون بصير } هو على الوعيد ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.