قوله : { أَنِ اعمل } فيه وجهان :
أظهرهما : أنها مصدرية على حذف الجر{[44217]} أي لأَنْ{[44218]} .
والثاني : قاله الحَوْفيُّ وغيره إنها مفسرة لقوله : { وَأَلَنَّا لَهُ الحديد أَنِ اعمل{[44219]} سَابِغَاتٍ } ورد هذا بأن شرطها تقدم بما هو بمعنى القول ولم يتقدم{[44220]} إلا «أَلَنَّا » ، واعتذر بعضهُم عن هذا بأن قَدَّر ما هو بمعنى القول أي وأَمَرْنَاهُ أَنْ اعْمَلْ . ولا ضرورة تدعو إلى ذلك{[44221]} ، وقرئ : «صَابِغَاتٍ{[44222]} » لأجل الغين وتقدم تقديره في لقمان عند «وأسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ » .
معنى «سابغات » أي كوامل واسعات طوالاً تسحب في الأرض . وذكر الصفة ويعلم منها الموصوف{[44223]} .
قوله : { وَقَدِّرْ فِي السرد } والسرد : نسيج الدُّرُوع يقال لصانعه : السَّرَّاد » الزَّرَّاد .
والمعنى قدر المسامير في حلق الدروع أي لا تجعل المسامير غلاظاً فتكسر{[44224]} الحَلَق ولا دقاقاً فتُغَلْغِل فيها . ويقال السرد المسمار في الحَلَقة ، يقال : درع مسْرُودَة أي مَسْمُورَة الحَلَق . وقدر في السَّرد أي اجعله على القصدِ وقدْرِ الحاجة ، ويحتمل أن يقال السَّرد هو عمل الزرد{[44225]} .
وقوله : { وَقَدِّرْ فِي السرد } أي إنك غيرمأمور به أمر إيجاب إنما هو اكتساب والكسب ( إنما ){[44226]} يكون بقدر الحاجة وباقي الأيام والليالي للعبادة فقدر في ذلك العمل ولا تشغل جميع أوقاتك بالكسب بل حصل به القوت فحسب .
ويدل عليه قوله تعالى : { واعملوا صَالِحاً } أي لستم مخلوقين إلا للعمل الصالح فاعملوا ذلك وأكثروا منه والكسب فقدروا فيه ثم أكد طلب الفعل الصالح بقوله : { إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } يريد بهذا داود وآله ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.