الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

{ يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ } بطاعته وترك معصيته واجتناب خيانته { يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } قال مجاهد : مخرجاً في الدنيا والآخرة .

وقال مقاتل بن حيان : مخرجاً في الدين من الشبهات . وقال عكرمة : نجاة . وقال الضحاك : بياناً . وقال مقاتل : منقذاً .

قال الكلبي : بصراً ، وقال ابن إسحاق : فصلاً بين الحق والباطل ، يظهر الله به حقكم ويطفئ به باطل مَنْ خالفكم .

وقال ابن زيد : فرقاً يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل حتّى يعرفوه ويشهدوا به .

والفرقان مصدر كالرحمان والنقصان .

تقول : فرقت بين الشيء والشيء أفرق بينهما فرقاً وفروقاً وفرقاناً ، { وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ } ما سلف من ذنوبكم { وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ *