الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَتَّقُواْ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّكُمۡ فُرۡقَانٗا وَيُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَيِّـَٔاتِكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۗ وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ} (29)

قوله : { يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا } ، إلى قوله : { خير الماكرين }[ 29 ، 30 ] .

والمعنى : إن تتقوا الله في أداء فرائضه ، واجتناب معاصيه ، وترك خيانته وخيانة رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يجعل لكم فرقانا } أي : فصلا{[27228]} . وفرقا بين حقكم وباطل من{[27229]} يبغيكم السوء ، { ويكفر عنكم سيئاتكم }[ 29 ] ، أي : يمحها ، { ويغفر لكم }[ 29 ] ، أي : يستتر{[27230]} لكم على ذنوبكم ، { والله ذو الفضل العظيم }[ 29 ] ، عليكم وعلى غيركم{[27231]} . وقيل : { فرقانا } : مخرجا{[27232]} .

وقيل : نجاة{[27233]} .

وقيل : نصرا{[27234]} .

وقال ابن زيد معناه : يفرق في قلوبكم بين الحق والباطل حتى تعرفوه{[27235]} .

وقال مجاهد : مخرجا من الضيق إلى السعة ، ومن الباطل إلى الحق .


[27228]:في المخطوطتين: فضلا، بضاد معجمة، وهو تصحيف، وصوابه من جامع البيان الذي نقل عنه مكي. وهو تفسير محمد بن إسحاق في سيرة ابن هشام 1/669، وجامع البيان 13/490، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1686، وتفسير البغوي 3/349، وأحكام ابن العربي 2/850، وتفسير ابن كثير 2/301، 302، وفيه: "وهذا التفسير من ابن إسحاق أعم مما تقدم، وهو يستلزم ذلك كله،..." وفتح القدير 2/345.
[27229]:في الأصل: ممن، وهو تحريف، وصوابه من "ر"، وجامع البيان.
[27230]:في الأصل تعسرت قراءتها بفعل التصوير.
[27231]:جامع البيان 13/487، باختصار.
[27232]:وهو قول مجاهد وابن عباس، والضحاك، وعكرمة، في جامع البيان 13/488، 189، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1686، وزاد نسبته إلى قتادة، والسدي، ومقاتل بن حيان، وزاد المسير 3/346، وتفسير ابن كثير 2/301، وزاد نسبته إلى قتادة، ومقاتل بن حيان، وغير واحد، وبه قال ابن قتيبة في غريبه 178. وهو تفسير مالك بن أنس في أحكام ابن العربي 2/850، وتفسير القرطبي 7/251، والبحر المحيط 4/480، انظر: الإمام مالك مفسرا 211.
[27233]:وهو قول عكرمة، ومجاهد، وابن عباس، وقتادة في جامع البيان 13/489، وابن عباس والسدي في تفسير ابن أبي حاتم 5/1686، وابن عباس، وقتادة والسدي في زاد المسير 3/346، وابن عباس في تفسير ابن كثير 2/301، وابن عباس وعكرمة في الدر المنثور 4/50.
[27234]:وهو قول ابن عباس في تفسير ابن أبي حاتم 5/1686، وزاد المسير 3/346، وتفسير ابن كثير 2/301، والدر المنثور 4/50، وفتح القدير 2/346، وبه قال الفراء في معاني القرآن 1/408، بلفظ: "...يقول: فتحا ونصرا، وكذلك قوله: {يوم الفرقان يوم التقى}[الأنفال: 41]، يوم الفتح والنصر".
[27235]:جامع البيان 13/490، تحت عنوان: "ذكر من قال فصلا" بدون نسبة، وبلفظ: "....قال: فرقان يفرق في قلوبهم بين الحق والباطل، حتى يعرفوه ويهتدوا بذلك الفرقان". قال الشيخ محمود شاكر في هامش تحقيقه: "إسناد هذا الخبر ساقط في المخطوطة، جعل مكانه بياضا نحوا من سطر ونصف، فجاء ناشر المطبوعة ووصل الكلام دون أن يشير إلى ذلك البياض. وظاهر أنه خبر قائم برأسه كما وضعته". وفي البحر المحيط 4/481: وقال ابن زيد وابن إسحاق: "فصلا بين الحق والباطل"، وفي فتح القدير 2/345، "قال ابن إسحاق "الفرقان": الفصل بين الحق والباطل، وبمثله قال ابن زيد". فالخبر بهذا مستقل كما ذهب الشيخ شاكر. انظر: تفسير الماوردي 2/311 وزاد المسير 3/346.