التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

ثم ختم - سبحانه - السورة الكريمة بقوله : { ألا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السماوات والأرض } .

أى : له - سبحانه - ما فى السموات والأرض من موجودات خَلقا ومُلكا وتصرفا وإيجاداً { قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } ايها المكلفون من طاعة أو معصية ، ومن استجابة لأمره أو عدم استجابة .

{ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } أى : ويعلم - سبحانه - أحوال خلقه جميعا يوم يرجعون إليه يوم القيامة . فيجازى كل إنسان بما يستحقه من ثواب أو عقاب .

{ والله } - تعالى - { بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ } بحيث لا يخفى عليه شىء فى الأرض ولا فى السماء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

ثم أخبرهم أنه قد علم ما أهل الأرض والسماء عليه وخص منهم بالذكر المخاطبين لأن ذلك موضع الحجة عليهم وهم به أعني وقوله : { ويوم يرجعون } يجوز أن يكون معمولاً لقوله { يعلم } ويجوز أن يكون التقدير والعلم الظاهر لكم أو نحو هذا يوم فيكون النصب على الظرف ، وقرأ الجمهور «يُرجَعون » بضم الياء وفتح الجيم ، وقرأ يحيى بن يعمر وابن أبي إسحاق وأبو عمر «يَرجِعون » بفتح الياء وكسر الجيم ، وقال عقبة بن عامر الجهني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية خاتمة النور فقال «والله بكل شيء بصير »{[8775]} وباقي الآية بين .


[8775]:أخرجه أبو عبيد في فضائله، والطبراني بسند حسن، عن عقبة بن عامر، وفيه كما ذكره في "الدر المنثور" زيادة على ما هنا قوله: (يعني خاتمة سورة النور، وهو جاعل إصبعيه تحت عينيه).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

ث تذييل لما تقدم في هذه السورة كلها . وافتتاحه بحرف التنبيه إيذان بانتهاء الكلام وتنبيه للناس ليعُوا ما يرد بعد حرف التنبيه ، وهو أن الله مالك ما في السماوات والأرض ، فهو يجازي عباده بما يستحقون وهو عالم بما يفعلون .

ومعنى : { ما أنتم عليه } الأحوال الملابسين لها من خير وشر ، فحرف الاستعلاء مستعار للتمكن .

وذكَّرهم بالمعاد إذ كان المشركون والمنافقون منكرينه .

وقوله : { فينبئهم بما عملوا } كناية عن الجزاء لأن إعلامهم بأعمالهم لو لم يكن كناية عن الجزاء لما كانت له جدوى .

وقوله : { والله بكل شيء عليم } تذييل لجملة : { قد يعلم ما أنتم عليه } لأنه أعم منه .

وفي هذه الآية لطيفة الاطلاع على أحوالهم لأنهم كانوا يسترون نفاقهم .