فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

{ أَلا إِنَّ للَّهِ مَا في السموات والأرض } من المخلوقات بأسرها ، فهي ملكه { قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } أيها العباد من الأحوال التي أنتم عليها ، فيجازيكم بحسب ذلك ، ويعلم ها هنا بمعنى علم { وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } معطوف على ما أنتم عليه : أي يعلم ما أنتم عليه ، ويعلم يوم يرجعون إليه ، فيجازيكم فيه بما عملتم ، وتعليق علمه سبحانه بيوم يرجعون لا بنفس رجعهم لزيادة تحقيق علمه ، لأن العمل بوقت وقوع الشيء يستلزم العلم بوقوعه على أبلغ وجه { فَيُنَبّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } أي يخبرهم بما عملوا من الأعمال التي من جملتها مخالفة الأمر ، والظاهر من السياق أن هذا الوعيد للمنافقين { والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } لا يخفى عليه شيء من أعمالهم .

/خ64