مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي - النسفي  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

{ أَلا إِنَّ للَّهِ مَا فِى السماوات والأرض } «ألا » تنبيه على أن لا يخالفوا أمر من له ما في السماوات والأرض { قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } أدخل «قد » ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، والمعنى أن جميع ما في السماوات والأرض مختص به خلقاً وملكاً وعلماً فكيف تخفى عليه أحوال المنافقين وإن كانوا يجهدون في سترها ؟ { وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } وبفتح الياء وكسر الجيم : يعقوب أي ويعلم يوم يردون إلى جزائه وهو يوم القيامة . والخطاب والغيبة في قوله { قد يعلم } { ما أنتم عليه } { ويوم يرجعون إليه } يجوز أن يكونا جميعاً للمنافقين على طريق الالتفات ، ويجوز أن يكون { ما أنتم عليه } عاماً و { يرجعون } للمنافقين { فَيُنَبّئُهُمْ } يوم القيامة { بِمَا عَمِلُواْ } بما أبطنوا من سوء أعمالهم ويجازيهم حق جزائهم { والله بِكُلّ شَيْء عَلِيمٌ } فلا يخفي عليه خافية .

ختام السورة:

ورُوي أن ابن عباس رضي الله عنهما قرأ سورة النور على المنبر في الموسم وفسرها على وجه لو سمعت الروم به لأسلمت والله أعلم .