قوله تعالى : { ألا إِنَّ للَّهِ مَا فِي السماوات والأرض } أي : ملكاً وعبيداً ، وهذا تنبيه على كمال قدرته تعالى عليهما ، وعلى ما بينهما وفيهما{[35245]} .
قوله : { قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } . قال الزمخشري{[35246]} : أدخل «قد » ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ، ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد ، وذلك أن «قد » إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى «رُبَّما » فوافقت «ربما » في خروجها إلى معنى التكثير في نحو قوله :
فَإِنْ يُمْسي مَهْجُورَ الفَنَاءِ فَرُبَّمَا *** أقام به بَعْدَ الوُفُودِ وُفُودُ{[35247]}
أَخِي ثِقَةٍ لاَ تُهْلِكُ الخَمْرُ مَالَهُ *** وَلكِنَّهُ قَدْ يُهْلِكُ المَالَ نَائِلُه{[35248]}
قال أبو حيان : وكونُ «قَدْ » إذا دخلت على المضارع أفادت التكثير قولٌ لبعض النحاة{[35249]} ، وليس بصحيح ، وإنما التكثير مفهوم من السياق . والصحيح أن رُبَّ لتقليل الشيء أو لتقليل نظيره ، وإن فُهِمَ تكثير فمن السياق لا منها{[35250]} .
قوله : «وَيَوْمَ يُرجَعُونَ » ، في «يَوْمَ » وجهان :
أحدهما : أنه مفعول به لا ظرف ، لعطفه على قوله : { مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } ، أي : يعلم الذي أنتم عليه من جميع أحوالكم ، ويعلم يوم يرجعون{[35251]} ، كقوله { إِنَّ الله عِندَهُ عِلْمُ الساعة }{[35252]} [ لقمان : 34 ] .
وقوله : { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ }{[35253]} [ الأعراف : 187 ] .
والثاني : أنه ظرف لشيء محذوف . قال ابن عطية : ويجوز أن يكون التقدير : والعلم الظاهر لكم أو نحو : هذا يومَ ، فيكون النصب على الظرف{[35254]} . انتهى .
وقرأ العامة «يُرْجَعُونَ » مبنياً للمفعول ، وأبو عمرو في آخرين مبنيًّا للفاعل{[35255]} ، وعلى كلتا القراءتين فيجوز وجهان :
أحدهما : أن يكون في الكلام التفات من الخطاب في قوله : { مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } إلى الغيبة في قوله «يرجعون » .
والثاني : أنَّ { مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } خطاب عام لكل أحد ، والضمير في «يرجعون » للمنافقين خاصة ، فلا التفات حينئذ{[35256]} .
المعنى : { يَعْلَمُ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ } من الإيمان والنفاق و «قَدْ » صلة { وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } يعني يوم البعث ، { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ } من الخير والشر ، { والله بِكُلِّ شَيْءٍ{[35257]} عَلِيمُ } .
روي عن عائشة قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «لا تنزلوا النساء الغرف ، ولا تعلموهن{[1]} الكتابة ، وعلموهن الغَزْلَ وسورة النور » {[2]} .
وروى الثعلبي عن أبي أُمامة عن أُبيّ بن كعب قال{[3]} : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «من قرأ سورة النور أعطي من الأجر عشر حسنات بعدد كل مؤمن فيما مضى وفيما بقي »{[4]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.