تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

الآية 64 : وقوله تعالى : ]ألا إن الله ما في السموات والأرض[ ليس ههنا ما يستقيم أن يجعل قوله : ]ألا إن الله ما في السموات والأرض[ صلة له ؛ اللهم إلا أن يجعل ذلك صلة قول{[14270]} من يجعل له الولد والشريك أو صلة قوله : ]ما هذا إلا بشر مثلكم[ ( المؤمنون : 24 ) .

فنقول : من له في السموات والأرض لا يحتمل أن تقع له{[14271]} الحاجة إلى الولد أو الشريك ، ومن له ملك ما في السموات والأرض يختار لرسالته من يشاء بشرا أو ملكا ، ليس لأحد القول في ذلك القول ، والله أعلم .

وقوله تعالى : ]قد يعلم ما أنتم عليه[ هذا وعيد وإعلام أنه مراقبهم مطلع عليهم في جميع أحوالهم ليكونوا أبدا على حذر ؛ لأن من علم أن عليه رقيبا وحافظا كان أنبه وأيقظ وأحذر ممن لا يعلم ذلك ، أو يكون على علم بأحوالكم وما أنتم عليه من الخلاف لأمره ( لأنه خلقكم ، وأرسل إليكم رسلا ){[14272]} لا على الجهل بذلك وغفلة ، أو يؤخر عنكم العذاب على علم بما أنتم عليه لليوم الموعود لا بسهو وغفلة كقوله : ]ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون[ الآية ( إبراهيم : 42 ) .

فعلى ذلك قوله : ]قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا[ أي إنما يؤخر ذلك عنهم إلى يوم الرجوع إليه . فعند ذلك ينبئهم ]بما عملوا والله بكل شيء عليم( .

'قال أبو عوسجة : ]يتسللون[ أي يذهبون مستخفين ، ويقال : انسل الرجل أي انسرق من الناس ، أي فارقهم ، ولا يعلمون به والتسلل ( إنما يستعمل ){[14273]} إذا كان الاستخفاء من الجماعة ، وقوله : ]لواذا[ يقال : لاذ مني ، أي استتر ، واختبأ مني ، واختفى ، ويقال : لاذ بي ، أي استتر بي .

وقال القتبي : قوله : ]يتسللون منكم لواذا[ أي ( يستتر كل ){[14274]} بصاحبه في انسلاله ، ويخرج ، يقال : لاذ فلان ، واللواذ مصدرا ( وصلى الله عليه وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبه نستعين ){[14275]} .


[14270]:في الأصل وم: قوله.
[14271]:ساقطة من الأصل وم.
[14272]:في الأصل وم: خلقكم أو أرسل إليكم رسولا.
[14273]:من م، ساقطة من الأصل.
[14274]:في الأصل وم: من يستتر.
[14275]:من م، ساقطة من الأصل