{ ألا إن لله ما في السموات والأرض } هذا كالدلالة على قدرته تعالى عليهما وعلى المكلف فيما يعامله به من المجازاة من ثوابه وعقابه .
{ قد يعلم ما أنتم عليه } أي من مخالفة أمر الله وأمر رسوله وفيه تهديد ووعيد ، والظاهر أنه خطاب للمنافقين .
وقال الزمخشري : ادخل { قد } ليؤكد علمه بما هم عليه من المخالفة عن الدين والنفاق ، ويرجع توكيد العلم إلى توكيد الوعيد وذلك أن قد إذا دخلت على المضارع كانت بمعنى ربما ، فوافقت ربما في خروجها إلى معنى التنكير في نحو قوله :
فإن يمس مهجور الفناء فربما *** أقام به بعد الوفود وفود
أخي ثقة لا يهلك الخمر ماله *** ولكنه قد يهلك المال نائله
وكون قد إذا دخلت على المضارع أفادت التكثير قول بعض النحاة وليس بصحيح ، وإنما التكثير مفهوم من سياقة الكلام في المدح والصحيح في رب إنها لتقليل الشيء أو تقليل نظيره فإن فهم تكثير فليس ذلك من رب .
ولا قد إنما هو من سياقه الكلام ، وقد بين ذلك في علم النحو .
وقرأ الجمهور { يُرجعون } مبنياً للمفعول .
وقرأ ابن يعمر وابن أبي إسحاق وأبو عمرو مبنياً للفاعل .
والتفت من ضمير الخطاب في { أنتم } إلى ضمير الغيبة في { يرجعون } ويجوز أن يكون { ما أنتم عليه } خطاباً عاماً ويكون { يرجعون } للمنافقين .
والظاهر عطف { ويوم } على { ما أنتم عليه } فنصبه نصب المفعول .
قال ابن عطية : ويجوز أن يكون التقديم والعلم الظاهر لكم أو نحو هذا يوم فيكون النصب على الظرف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.