التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أَلَآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ قَدۡ يَعۡلَمُ مَآ أَنتُمۡ عَلَيۡهِ وَيَوۡمَ يُرۡجَعُونَ إِلَيۡهِ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْۗ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمُۢ} (64)

قوله تعالى { ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم }

قال ابن كثير : يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض وأنه عالم { الغيب والشهادة } ، وهو عالم بما العباد عاملون في سرهم وجهرهم ، فقال : { قد يعلم ما أنتم عليه } ( وقد ) للتحقيق ، كما قال قبلها : { قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا } ، وقال تعالى : { قد يعلم الله المعوقين منكم ، والقائلين لإخوانهم هلم إلينا } . وقال تعالى : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها ، وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ، إن الله سميع بصير } وقال : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون ، فإنهم لا يكذبونك ، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } . وقال : { قد نرى تقلب وجهك في السماء } فكل هذه الآيات فيها تحقيق الفعل بقد ، كما يقول المؤذن تحقيقا وثبوتا : ( قد قامت الصلاة . قد قامت الصلاة ) . فقوله تعالى : { قد يعلم ما أنتم عليه } ، أي : هو عالم به ، مشاهد له ، لا يعزب عنه مثقال ذرة .