الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱمۡرَأَتُهُۥ قَآئِمَةٞ فَضَحِكَتۡ فَبَشَّرۡنَٰهَا بِإِسۡحَٰقَ وَمِن وَرَآءِ إِسۡحَٰقَ يَعۡقُوبَ} (71)

وقوله سبحانه : { فَضَحِكَتْ } [ هود : 71 ] .

قال الجمهور : هو الضَّحِكُ المعروفُ ، وذكر الطبري أن إِبراهيم عليه السلام لَمَّا قَدَّم العجْل ، قالوا له : إِنَّا لا نأكل طعاماً إِلاَّ بثمنٍ ، فقال لهم : ثمنُهُ : أنْ تذْكُروا اللَّه تعالَى عليه في أَوَّله ، وتَحْمَدوه في آخره ، فقال جبريلُ لأصحابه : بحَقٍّ اتخذ اللَّهُ هَذَا خَلِيلاً ، ثم بَشَّر الملائكةُ سَارَّة بإِسحاق ، وبأَنَّ إِسحاقَ سَيَلِدُ يعقُوبَ ، ويسمَّى ولَدُ الوَلَد { وَرَاء } ، وهو قريبٌ من معنى «وراء » في الظرف ، إِذ هو ما يكونُ خَلْف الشيء وبَعْده .

وقال ( ص ) : «وراء » ؛ هنا : استعمل غَيْرَ ظرفٍ ، لدخولِ «مِنْ » عليه ، أي : ومِنْ بَعْدِ إِسحاق . انتهى .