الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَقَدۡ جَآءَتۡ رُسُلُنَآ إِبۡرَٰهِيمَ بِٱلۡبُشۡرَىٰ قَالُواْ سَلَٰمٗاۖ قَالَ سَلَٰمٞۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَآءَ بِعِجۡلٍ حَنِيذٖ} (69)

وقوله سبحانه : { وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إبراهيم بالبشرى } [ هود : 69 ] .

الرسُلُ : الملائكة ، قال المَهْدوِيُّ : { بالبشرى } يعني : بالولدِ ، وقيل : البُشْرَى بهلاك قومِ لوطٍ انتهى .

{ قَالُواْ سَلاَماً } : أي : سلَّمنا عليك سلاماً ، وقرأ حمزة والكسائي : «قَالُوا سَلاَماً قالَ سِلْمٌ » ، فيحتمل أنْ يريد ب«السِّلْمِ » السلامَ ، ويحتمل أن يريد ب «السِّلْم » ضدَّ الحرب ، و{ حَنِيذٍ } : بمعنى : محنوذ ، ومعناه : بعجْلٍ مشويٍّ نَضِجٍ ، يقْطُر ماؤه ، وهذا القَطْر يفصلُ الحَنيذَ من جملة المشويَّات ، وهيئة المحنُوذِ في اللغة : الذي يُغَطَّى بحجارةٍ أو رَمْلٍ مُحَمّي أو حائل بينه وبيْن النَّار يغطى به ، والمُعَرَّض : من الشِّواء الذي يُصَفَّف على الجَمْر ، والمُضَهَّبِ : الشِّوَاءُ الذي بينه وبين النَّار حائلٌ ، ويكون الشِّواء عليه ، لا مَدْفُوناً به ، والتَّحُنِيذُ في تضمير الخَيْل : هو أنْ يغطَّى الفَرَس بِجِلٍّ على جُلٍّ ؛ ليتصبَّب عَرَقُه ،