الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{مِنَ ٱلۡجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ} (6)

وقوله تعالى : { مِنَ الجنة } يعني : الشياطينَ ، ويظهر أنْ يَكُونَ قولُهُ : { والناس } يراد به : مَنْ يُوَسْوِسُ بخدعة مِنَ الشَّرِّ ، ويدعو إلى الباطل ، فهو في ذلك كَالشَّيْطان ، قال أحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الداوديُّ : وعن ابن جُرَيْجٍ : { مِنَ الجنة والناس } قَالَ : «إنهما وَسْوَاسَانِ ، فَوَسْوَاسٌ من الجِنَّة ، ووَسْوَاسٌ مِنْ نَفْسِ الإنسان » انتهى .

ختام السورة:

وفي الحديث الصحيحِ ، " أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا آوى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا ، فَقَرأَ : { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }[ الإخلاص : 1 ] ، { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ } [ الفلق : 1 ] ، { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ } [ الفتح : 1 ] ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا مَا استطاع مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأ بِهِما مِنْ رَأْسه وَوَجْهِهِ ، وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ ؛ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ . صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً " .