الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ} (4)

وقوله سبحانه : { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } معناه ليسَ له ضِدٌّ ، وَلاَ نِدٌّ ، ولا شبيهٌ ، { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيء وَهُوَ السميع البصير } [ الشورى : 11 ] ، والكُفُؤُ النَّظِيرُ ، و( كفؤاً ) خبر كان ، واسمها { أَحَدٌ } . قال ( ص ) : وحَسُنَ تأخيرُ اسمها لِوُقُوعِه فاصلةً ، وله مُتَعَلِّقٌ ب { كفوًا } ، أي : لَمْ يَكُنْ أحَدٌ كُفُؤاً لَهُ ، وقُدَّمَ اهتماماً بِه لاِشْتِمالِهِ على ضميرِ البَارِي سبحَانه ، انتهى ،

ختام السورة:

وفي الحديثِ الصحيحِ عنه صلى الله عليه وسلم : " أنَّ { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } تَعْدِلُ ثُلُثَ القرآن " ، قال ( ع ) : لِمَا فِيهَا مِنَ التوحيدِ ، ورَوَى أبو محمدٍ الدارميّ في «مسندهِ » قال : حدثنا عبد اللَّه بن مزيد ، حدثنا حيوة قال : أخبرنا أبو عقيل ، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَرَأَ : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } إحْدَى عَشَرَةَ مَرَّةً بُنِيَ لهُ قصرٌ في الجنةِ ، ومَنْ قَرَأَها عِشْرينَ مرةً ، بُنِيَ له قَصْرَانِ في الجنةِ ، ومَنْ قرأَها ثَلاثِينَ مرةً ؛ بُنِيَ له ثلاثةُ قصورٍ في الجنة . فقال عمر بن الخطاب : إذَنْ تَكْثُرُ قصورُنَا يا رسولَ اللَّهِ ؛ فقَال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : اللَّهُ أوْسَعُ من ذلك " أي : فَضْلُ اللَّهِ أوْسَعُ مِنْ ذَلك . قال الدارمي : أبو عقيل هو زهرة بن معبد ، وزعموا أنه من الأبْدَالِ ، انتهى من «التذكرة » .