الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱضۡرِبۡ لَهُم مَّثَلَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا كَمَآءٍ أَنزَلۡنَٰهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَٱخۡتَلَطَ بِهِۦ نَبَاتُ ٱلۡأَرۡضِ فَأَصۡبَحَ هَشِيمٗا تَذۡرُوهُ ٱلرِّيَٰحُۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ مُّقۡتَدِرًا} (45)

{ واضرب لَهُم مَّثَلَ الحياة الدنيا } [ الكهف : 45 ] .

يريد حياة الإنسان { كما أنزلناه من السماء فاختلط بِهِ } ، أي : فاختلط النبات بعضه ببعض بسبب النماءِ ، { فَأَصْبَحَ هَشِيمًا } أصبح عبارة عن صيرورته إِلى ذلك ، و«الهَشِيم » المتفتِّت من يابس العُشْب . و{ تَذْرُوهُ } بمعنى تفرِّقه ، فمعنى هذا المَثَل تشبيهُ حالِ المَرْء في حياته ومالِهِ وعزَّته وبَطَره ، بالنَّبات الذي له خُضْرة ونَضْرة عن الماءِ النازل ، ثم يعودُ بعد ذلك هشيماً ، ويصير إِلى عُدْم ، فمن كان له عَمَلٌ صالح يبقى في الآخرةِ ، فهو الفَائِزُ .