الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلِكَ وَبِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ يُوقِنُونَ} (4)

قوله تعالى : { والذين يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وبالآخرة هُمْ يُوقِنُونَ أولئك على هُدًى مِّنْ رَّبّهِمْ وأولئك هُمُ المفلحون }[ البقرة :4 و5 ] : اختلف المتأوِّلون من المراد بهذه الآية والتي قبلها ، فقال قوم : الآيتان جميعاً في جميع المؤمنينَ ، وقال آخرون : هما في مُؤْمِنِي أهْلِ الكتاب ، وقال آخرون : الآية الأولى في مُؤْمِنِي العربِ ، والثانيةُ في مؤمني أهل الكتاب ، كعبد اللَّه بن سَلاَمٍ ، وفيه نزلت .

وقوله : { بِمَا أَنْزِلَ إِلَيْكَ }[ البقرة :4 ] : يعني القرآن ، { وَمَا أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ }[ البقرة :4 ] ، يعني : الكتب السالفة ، و{ يُوقِنُونَ }[ البقرة :4 ] معناه : يعلَمُونَ عِلْماً متمكِّناً في نفوسهم ، واليقين أعلى درجات العلم .