الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡغَيۡبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ} (3)

قوله تعالى : { الذين يُؤْمِنُونَ بالغيب وَيُقِيمُونَ الصلاة وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ }[ البقرة :3 ] . { يُؤْمِنُونَ } : معناه يُصَدِّقون ، وقوله : { بالغيب }[ البقرة :3 ] قالت طائفةٌ معناه : يُصَدِّقون ، إِذا غَابُوا ، وَخَلَوْا لا كالمنافقين الَّذين يؤمنون إذَا حضروا ، ويكْفُرُونَ إِذا غابوا ، وقال آخرون : معناه : يصدِّقون بما غاب عنهم مما أخبرتْ به الشرائعُ ، وقوله : { يُقِيمُونَ الصلاة }[ البقرة :3 ] معناه : يظهرونها ويثبتونها ، كما يقال : أُقِيمَتِ السُّوقُ .

( ت ) ، : وقال أبو عبد اللَّه النَّحْوِيُّ في اختصاره لتفسيرِ الطَّبَرِيِّ : إِقامة الصلاة إتمام الركوع والسجود ، والتلاوة والخشوع ، والإِقبال عليها . انتهى .

قال : ( ص ) : يقيمون الصلاةَ من التقويمِ ، ومنه : أَقَمْتُ العُودَ ، أو الإِْدَامَةِ ، ومنه : قامتِ السُّوقُ ، أو التشميرِ والنهوضِ ، ومنه : قام بالأمر انتهى .

وقوله تعالى : { وَمِمَّا رزقناهم يُنفِقُونَ } [ البقرة :3 ] : الرزْقُ عند أهل السنة ما صَحَّ الانتفاع به ، حلالاً كان أو حرامًا . و{ يُنفِقُونَ } : معناه هنا : يؤْتُونَ ما ألزمهُمُ الشرعُ ، من زكاةٍ وما ندبهم إِلَيْهِ من غير ذلك .