بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما . سورة البقرة بحول الله ومعونته السورة مدنية نزلت في مدد شتى ، وفيها آخر آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون }[ البقرة :281 ] ويقال لسورة البقرة فسطاط القرآن ، وذلك لعظمها وبهائها ، وما تضمنت من الأحكام ، والمواعظ ، وفيها خمسمائة حكم ، وخمسة عشرة مثلا ، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتم سورة البقرة من تحت العرش )
( ت ) وها أنا إن شاء الله أذكر أصل الحديث بكماله لما اشتمل عليه من الفوائد العظيمة ، خرج الحاكم أبو عبد الله في المستدرك على الصحيحين عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعملوا بالقرآن ، أحلوا حلاله ، وحرموا حرامه ، واقتدوا به ، ولا تكفروا بشيء منه ، وما تشابه عليكم منه فردوه إلى الله ، وإلى أولي العلم من بعدي ، كي ما يخبرونكم ، وآمنوا بالتوراة ، والإنجيل ، والزبور ، وما أوتي النبيون من ربهم ، وليسعكم القرآن ، وما فيه من البيان ، فإنه شافع مشفع ، وماحل مصدق ، وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول ، وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى ، وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش ) ما حل بالمهملة أي ساع وقيل خصم انتهى من السلاح ، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( تجيء البقرة ، وآل عمران ، يوم القيامة كأنهما غيايتان بينهما شرق ، أو غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلة من طير صواف تجادلان عن صاحبهما ) .
( ت ) أصل الحديث في صحيح مسلم عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران ، فإنهما يأتيان كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما ، اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة ) ، قال معاوية : بلغني أن البطلة السحرة فقوله صلى الله عليه وسلم : ( غمامتان ) يعني سحابتين بيضاوين ، والغيايتان بالغين المعجمة ، أبو عبيد : الغياية كل شيء أظل الإنسان فوق رأسه ، وهو مثل السحابة ، وفرقان بكسر الفاء أي جماعتان انتهى من السلاح . وروى أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لكل شيء سنام ، وسنام القرآن سورة البقرة فيها آية هي سيدة آي القرآن هي آية الكرسي ) ، وفي البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ) وروى أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان ) .
( ت ) ، وعن ابن عباس قال : ( بينما جبريل قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فقال له : هذا ملك نزل إلى الأرض ، لم ينزل قط إلا اليوم ، وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب ، وخواتم سورة البقرة ، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته ) رواه مسلم ، والنسائي ، والنقيض بالنون والقاف هو الصوت ، انتهى من " السلاح " وعدد آي سورة البقرة مائتان وخمس وثمانون آية وقيل وست وثمانون آية ، وقيل وسبع وثمانون .
قوله تعالى : { الم }[ البقرة :1 ] .
اختلف في الحروف التي في أوائل السور على قولَيْنِ ، فقال الشَّعْبِيُّ ، وسفيانُ الثوريُّ ، وجماعةٌ من المحدِّثين : هي سر اللَّه في القرآن ، وهي من المتشابه الذي انفرد اللَّه بعلمه ، ولا يجب أن يُتكلَّم فيها ، ولكن يؤمن بها ، وتُمَرُّ كما جاءت ، وقال الجمهور من العلماء ، بل يجب أن يُتكلَّم فيها ، وتلتمس الفوائد التي تحتها ، والمعاني التي تتخرَّج عليها . واختلفوا في ذلك على اثنَيْ عَشَرَ قولاً .
فقال عليٌّ ، وابن عَبَّاس رضي اللَّه عنهما : الحروف المقطَّعة في القرآن : هي اسم اللَّه الأعظم ، إلا أنا لا نعرف تأليفه منها .
وقال ابن عبَّاس أيضًا : هي أسماء اللَّه أقسم بها . وقال أيضًا : هي حروف تدلُّ على : أَنَا اللَّهُ أَعْلَمُ ، أَنَا اللَّهُ أرى ، وقال قومٌ : . . . . . . . هي حسابُ أَبِي جَاد ، لتدلَّ على مدَّة ملَّة محمَّد صلى الله عليه وسلم ، كما ورد في حديث حُيَيِّ بن أَخْطب ، وهو قول أبي العالية وغيره .
( ت ) : وإِليه مال السُّهَيْلِيُّ في «الرَّوْضِ الأُنُفِ » ، فانظره .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.