الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ إِنِّيٓ أُرِيدُ أَنۡ أُنكِحَكَ إِحۡدَى ٱبۡنَتَيَّ هَٰتَيۡنِ عَلَىٰٓ أَن تَأۡجُرَنِي ثَمَٰنِيَ حِجَجٖۖ فَإِنۡ أَتۡمَمۡتَ عَشۡرٗا فَمِنۡ عِندِكَۖ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أَشُقَّ عَلَيۡكَۚ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ} (27)

قال له الأَبُ عند ذلك : { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتي هَاتَيْنِ } [ القصص : 27 ] .

قال ابن العربي : فِي «أحْكَامِهِ » قوله : { إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتي هَاتَيْنِ } يدلُّ على أنه عَرْضٌ لاَ عَقْدٌ لأنه لو كان عَقْداً ، لعَيَّن المعقودَ عَلَيْهَا لأن العلماءَ وإنْ اخْتَلَفُوا في جوازِ البيعِ ، إذَ قَال له : بعتُكَ أَحَدَ عَبْدَيَّ هذينِ بثَمَنِ كذا ، فإنهم اتَّفَقُوا على أن ذلكَ لاَ يجُوزُ في النكاحَ لأنه خيارٌ وشَيْءٌ مِن الخيارِ لاَ يُلْحَقَ بالنِّكَاحِ ، ورُوِي أنه قال شعيبٌ : أَيَّتُهما تُرِيد ؟ قال : الصغرى انتهى .

«وتَأجَر » معناه : تُثِيبُ وجَعَلَ شعيبُ الثمانيةَ الأعوامَ شَرْطاً وَوَكَلَ العَامَيْنِ إلى المُرُوءَةِ .