الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنۡ ءَايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (31)

وقوله : { بِنِعْمَة الله } [ لقمان : 31 ] .

يحتمل أن يريدَ ما تحملَه السفنُ من الطَّعامِ والأرزاقِ والتجاراتِ ، فالباء : للإلْزَاقِ ، ويحتمل أن يريدَ بالريحِ وتسخيرِ اللّه البحرَ ونحوَ هذا ، فالباءُ باءُ السببِن وذكر تعالى من صفات المؤمن الصبَّارَ والشَّكُورَ ، لأنهما عُظْمُ أخلاقه ، الصبرُ على الطاعاتِ وعلى النوائبِ ، وعن الشهواتِ ، والشكرُ على الضراءِ والسراءِ . وقال الشعبي : الصبرُ نصفُ الإيمانِ ، والشكرُ نصفُه الآخرُ ، واليقينُ الإيمان كله .