{ لآيات } جمع آية ، أي علامة ودليل ، وحجة وبرهان .
{ صبار } مبالغ في الصبر ، وقد تكون أبلغ من [ صبور ] .
{ ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمت الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور31 وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور32 }
ألم تعلم يا من يتأى منه العلم أن جنس السفن والجوار المنشآت تجري على سطح الماء في البحر بتسخير الله تعالى لها ، وتذليله وما يمخر فيه لمنافع العباد من جلب أقوات ، ونقل تجارة ، وتيسير عمارة ، وطلب علم ، وصلة رحم ، وقهر عدو ، ومشاهدة واعتبار ، وتبارك المنعم الوهاب الذي عمت آلاؤه ) . . وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون . لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين( {[3471]} لتروا من علامات قدرته وتسخيره ما يزيد الذين اهتدوا هدى ، { إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور } إن في كل ما ذكرتم به من آثار الملك والخلق ، والتدبير والرزق ، لعلامات لأهل اليقين والصدق ، والصبر على الوفاء بعهد الله وميثاقه ، والشكر على ما أعطى ووهب ، وما صرف من بلايا وكرب ، وفي الآية التاسعة والعشرين تذكير بتسخيره سبحانه لكواكب السماء ، وفي هذه الآية تذكير بتسخيره جل علاه لصفحة الماء ، فهي على رقتها ولطافتها تحمل المنشآت في البحر كالأعلام ، وتجري تمخر وتشق اللجج بقدرة الملك العلام- إن قال قائل : وكيف خص هذه الدلالة بأنها دلالة للصبار الشكور دون سائر الخلق ؟ قيل : لأن الصبر والشكر من أفعال ذوي الحجة والعقول ، فأخبر أن في ذلك لآيات لكل ذي عقل ، لأن الآيات جعلها الله عبرا لذوي العقول والتمييز{[3472]} . مما قال أهل المعاني : والعلامة لا تستبين في صدر كل مؤمن ، إنما تستبين لمن صبر على البلاء وشكر على الرخاء . اه ومما جاء في روح المعاني : { صبار شكور } كناية عن المؤمن . . لأن هاتين الصفتين عمدتا الإيمان . . . وقيل المراد بالصبار كثير الصبر على التعب في كسب الأدلة من الأنفس والآفاق . . . وإنما اختير زيادة المبالغة في الصبر إيماء إلى أن قليله- لشدة مرارته وزيادة ثقله على النفس- كثير . اه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.