بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱلۡفُلۡكَ تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِنِعۡمَتِ ٱللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنۡ ءَايَٰتِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ} (31)

ثم بيّن قدرته فقال عز وجل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ الفلك } يعني : السفن { تَجْرِي في البحر بنعمة الله } أي : برحمة الله لمنفعة الخلق { لِيُرِيَكُمْ مّنْ آياته } يعني : من علامات وحدانيته . ويقال : من عجائبه . { إِنَّ فِي ذَلِكَ } يعني : إن الذي ترون في البحر { لآيات } يعني : لعبارت { لّكُلّ صَبَّارٍ } على أمر الله عز وجل عند البلاء . ويقال : الذي يصبر في الأحوال كلها ، { شكوراً } لله عز وجل في نعمه . ويقال : { لّكُلّ صَبَّارٍ شَكُورٍ } يعني : لكل مؤمن موحد . وإنما وصفه بأفضل خصلتين في المؤمن ، لأن أفضل خصال المؤمن : الصبر والشكر . والصبار هو للمبالغة في الصبر . والشكور على ميزان فعول هو للمبالغة في الشكر . وروي عن قتادة أنه قال : إن أحب العباد إلى الله من إذا أعطي شكر ، وإذا ابتلي صبر . فأعلم الله عز وجل أن المتفكر المعتبر في خلق السماوات والأرض هو الصبار والشكور .