الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا يَنظُرُ هَـٰٓؤُلَآءِ إِلَّا صَيۡحَةٗ وَٰحِدَةٗ مَّا لَهَا مِن فَوَاقٖ} (15)

وقوله تعالى : { وَمَا يَنظُرُ هَؤُلاءِ } أي : ينتظرُ ، { إِلاَّ صَيْحَةً واحدة } قال قتادة : تَوَعَّدَهُمْ سُبْحَانَهُ بصيحةِ القِيَامَةِ والنفخِ في الصُّور ، قَالَ الثَّعْلَبِيُّ : وقد رُوِيَ هذا التفسيرُ مرفوعاً ، وقالتْ طائِفَةٌ : تَوَعَّدَهُمْ اللَّهُ بِصَيْحَةٍ يُهْلَكُونَ بِهَا في الدنيا ، { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } قرأ الجمهورُ بفتح الفاءِ ، وقَرأ حمزةُ والكسائي { فُوَاق } بِضم الفاء ، قال ابن عباس : هما بمعنًى ، أي : ما لَها من انْقِطَاعٍ وَعَوْدَةٍ ، بَلْ هِي مُتَّصِلَةٌ حتى تُهْلِكَهُمْ ، ومنه : فُوَاقُ الحَلْبِ ، وهُوَ المُهْلَةُ التي بَيْنَ الشُّخْبَيْنِ ، وقال ابن زَيْدٍ وغيرُهُ : المعنى مُخْتَلِفٌ ، فالضَّمُّ كَمَا تَقَدَّمَ مِنْ مَعْنَى فُوَاقِ النَّاقَةِ ، والفتحُ بِمَعْنَى الإفَاقَةِ ، أيْ : لا يُفِيقُونَ فيها كما يُفِيقُ المَرِيضُ ، والمَغْشِيُّ عَلَيْهِ .