الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{كَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِن قَبۡلِهِم مِّن قَرۡنٖ فَنَادَواْ وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٖ} (3)

وكَمْ للتكثير ، وهي خَبَرٌ فِيه مثالٌ ووعيدٌ ، وهِي في مَوْضِعِ نَصْبٍ ب { أَهْلَكْنَا } .

وقوله : { فَنَادَواْ } معناهُ : مُسْتَغِيثين ، والمعنى : أنهم فَعلوا ذلك بعد المُعَايَنَةِ ، فَلَمْ ينْفعهم ذلك ؛ ولم يكُنْ في وَقْتِ نَفْعٍ ، { وَّلاَتَ } بمعنى : ليس ، واسمها مقدَّرٌ عند سِيبَوَيْهِ ، تقدِيره : وَلاَتَ الحِينُ حِينَ مَنَاصٍ ، والمَنَاصُ : المَفَرُّ ، ناصَ يَنُوصَ : إذا فَرَّ وَفَاتَ ، قالَ ابن عَبَّاس : المعنى : ليسَ بِحِينِ نَزْوٍ وَلاَ فِرَارٍ ضُبِطَ القوم .